سورة الانشقاق - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الانشقاق)


        


{إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14)}
{إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ} تعليل لسروره في الدنيا أي ظن أن لن يرجع إلى الله تعالى تكذيبًا للمعاد وقيل ظن أن لن يرجع إلى العدم أي ظن أنه لا يموت وكان غافلًا عن الموت غير مستعد له وليس بشيء والحور الرجوع مطلقًا ومنه قول الشاعر:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه *** يحور رمادًا بعد إذ هو ساطع
والتقييد هنا بقرينة المقام وإن مخففة من الثقيلة سادة ما في حيزها مسد مفعولي الظن على المشهور.


{بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15)}
{بلى} إيجاب لما بعد لن وقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا} تحقيق وتعليل له أي بلى يحور البتة أن ربه عز وجل الذي خلقه كان به وبأعماله الموجبة للجزاء بصيرًا بحيث لا تخفى عليه سبحانه منها خافية فلابد من رجعه وحسابه ومجازاته.


{فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16)}
{فَلاَ أُقْسِمُ بالشفق} هي الحمرة التي تشاهد في أفق المغرب بعد الغروب وأصله من رقة الشيء يقال شيء شفق أي لا يتماسك لرقته ومنه أشفق عليه رق قلبه والشفقة من الإشفاق وكذلك الشفق قال الشاعر:
تهوى حياتي وأهوى موتها شفقا *** والموت أكرم نزال على الحرم
وقيل البياض الذي يلي تلك الحمرة ويرى بعد سقوطها وفي تسمية ذلك شفقًا خلاف فالجمهور على أنه لا يسمى به وأبو هريرة وعمر بن عبد العزيز وأبوحنيفة رضي الله تعالى عنهم على أنه يسمى وروى أسد بن عمرو عن أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه أنه رجع عن ذلك إلى ما عليه الجمهور وتمام الكلام عليه في شروح الهداية وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة أنه هنا النهار كله. وروى ذلك عن الضحاك وابن أبي نجيح وكأنه شجعهم على ذلك عطف الليل عليه وعن عكرمة أيضًا أنه ما بقي من النهار والفاء في جواب شرط مقدر أي إذا عرفت هذا أو إذا تحقق الحور بالبعث فلا أقسم بالشفق.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8